حملات واسعة الانتشار تعكس معدن الإماراتيين الأصيل في رمضان
حملات واسعة الانتشار تعكس معدن الإماراتيين الأصيل في رمضان
دائماً ما تكون الإمارات سند الجائع والمعوز والفقير، وفي شهر الله الفضيل تصبح الإمارات السبع خلايا نحل من المتطوعين وفاعلي الخير لإفطار الصائم وتفقد أحوال الناس.
لا يعرف شهر يزدهر فيه العمل الخيري ويصل إلى ذروته في الإمارات مثل شهر رمضان المبارك، وهي دولة الخير والعطاء قيادة وشعباً؛ حملت راية العمل الإنساني منذ عهد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين للدولة؛ اقتداء بالنبي، صلى الله عليه وسلم، الذي "كان أجود ما يكون في رمضان".
وعادة ما تنصب الخيام الرمضانية بجوار المساجد، وفي المساحات المفتوحة، وعند مداخل بيوت بعض الإماراتيين- برعاية رجال الخير والجمعيات الخيرية، وفي مقدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي؛ التي تقوم في كل رمضان بنصب خيام إفطار صائم في مختلف مناطق الدولة.
حملات واسعة الانتشار
وفي موسم الطاعات تتسابق الجمعيات والمؤسسات الخيرية في إطلاق المبادرات المبتكرة، التي تعزز روح التكافل والتضامن والتقارب بين المواطنين والمقيمين، وتوفر الحياة الكريمة لجميع المحتاجين على أرض الدولة خلال رمضان.
ومع حلول الشهر الفضيل أكدت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية أهمية التواصل مع الجهات المعنية بالعمل الإنساني والخيري المعتمدة في الدولة والبالغ عددها 33 جهة ومؤسسة حكومية مختصة بجمع التبرعات والعمل الخيري خلال شهر رمضان.
في رأس الخيمة، تبرز حملة "رمضان أمان" التي تنظمها جمعية الإحسان الخيرية، وتوزع وجبات الإفطار على السائقين قبل أذان المغرب.وتقوم حملة أخرى تابعة للهلال الأحمر بتوزيع التمر والمياه على الصائمين السائقين للسيارات والعابرين في رأس الخيمة.
ويؤكد أحمد البخيتي رئيس الحملة أن "ما يشجعه على مواصلة العمل التطوعي هو حب العمل ومساعدة الآخرين وخدمة الوطن، وهو ما يحاول أن يغرسه في وعي وإدراك المتطوعين العاملين معه".ويضيف أن أعضاء فريقه "يحمل كل منهم إفطاره في سياراته طوال هذا الشهر، لكنهم لا يشعرون بأي ضيق، وتكفيهم فرحة دعوة الصائم".
وكانت جمعية الإمارات الخيرية في رأس الخيمة، قد أعلنت عن إطلاق حملة "أياماً معدودات" التي تستهدف توزيع 40 ألف وجبة إفطار صائم خلال شهر رمضان المبارك في مختلف مناطق الإمارة.أما في دبي فقد رصدت جمعيات دبي الخيرية ودار البر وبيت الخير نحو 10 ملايين درهم لتوزيع المير الرمضاني على نحو 14500 أسرة متعففة داخل الدولة وخارجها.
كما خصصت جمعية الفجيرة الخيرية، 31 موقعاً في مختلف مناطق إمارة الفجيرة، لمشروع إفطار الصائم، متوقعة أن يزيد عدد المستفيدين عن عشرة آلاف.وفي الشارقة، خصصت جمعية الشارقة الخيرية 144 موقعا في مختلف مناطق الإمارة، لتوزيع قرابة مليون وجبة إفطار صائم، خلال شهر رمضان. وفي أم القيوين تقود لجنة الأسر المتعففة التابعة للجنة دار البر دبي، توزيع المواد الغذائية لأكثر من 1600 أسرة محتاجة، وتقول إنها خصصت مليونين و500 ألف درهم للمير الرمضاني لهذه الأسر.
ولا تكتفي أفعال الخير في الدولة ب"المير الرمضاني" و"إفطار الصائم" بل حتى مساعدة المحتاجين والمرضى. من بينها ما أعلنته مؤسسة تراحم الخيرية بدبي أنها تستهدف توفير العلاج لأكثر من 200 مريض -معظمهم أمراض كبيرة- خلال شهر رمضان.
خارج الحدود
خير الإمارات في شهر الطاعات لا يقتصر داخل حدود الدولة فقط، بل إلى يصل إلى العديد من دول العالم، فخلال السنوات القليلة الماضية دائماً ما ابتكرت الدولة حملات جديدة لإيصال المساعدات الرمضانية إلى المسلمين.
من بين هذه المبادرات مبادرة "مليار وجبة" التي أطلقها العام الماضي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تأكيداً لنهج الآباء المؤسسين الذي وصفه -سموه- بالمعبر عن القيم الحقيقية لشعب الإمارات في إعانة المحتاجين.
وقال سموه: "الإمارات سندٌ للمحتاج وعونٌ للمعسر وداعمٌ للضعيف والجائع في كل مكان، ومبادراتها تدعم الإنسانية وتفيد البشرية وتستثمر في الإنسان من أجل حياة كريمة ومستقبل أفضل".
من جهته قال أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير المفتين بدائرة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامي بدبي إن حملة "وقف المليار وجبة" لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام بشكل مستدام، تعد من "أجلّ الطاعات لله سبحانه وتعالى، لاسيما في شهر رمضان الكريم الذي تضاعف فيه الحسنات، فتكون النافلة فيه كالفريضة في غيره، والفريضة فيه كسبعين فريضة فيما سواه".
معدن الإماراتيين الأصيل
تعكس هذه المبادرات والتفاعل الكبير مع الحملات الرمضانية من كافة شرائح المجتمع قيم الخير المتجذرة والمعدن الأصيل للمجتمع الإماراتي، خاصة في هذه الأوقات العصيبة بعد جائحة كورونا وغلاء المعيشة.
ولعل في هذا التنافس في الخير بين الأفراد والمنظمات والجمعيات تشجيع لغرس ثقافة العطاء والبذل والتكافل والعمل التطوعي في مستقبل الدولة من الجيل الجديد من النشء، والذي يظهر شغفه التطوعي في رمضان من كل عام.
ومنذ تأسيس الدولة على يد الشيخ زايد بن سلطان "طيب الله ثراه" قدمت الإمارات نماذج مشرفة يزخر بها المجتمع الإماراتي لأعمال الخير، أصحابها لا يعرفون حب المال سوى توظيفه في بذل المعروف، واستثماره لفعل الخير بأساليب بسيطة وميسرة تدخل في نطاق النفقة والصدقة والإحسان والطاعة، وتسهم في تحقيق الإحسان للآخرين وسد احتياجاتهم.
ليست هناك تعليقات