خرج ألاف السودانيين أمس الأربعاء رافعين شعارات غلبت عليها مطالب تحقيق العدالة وتصحيح مسار الثورة، لكن مجموعة قليلة من أنصار النظام السابق حاولت رفع شعارات دينية وأخرى داعية لتدخل الجيش لاستلام السلطة.

وسبقت المسيرات مخاوف كبيرة من أعمال عنف وعمليات تخريب كان يعتزم عناصر من الإخوان تنفيذها لإثارة الفوضى وإجهاض الفترة الانتقالية. وتزايدت المخاوف أكثر بعد بروز مؤشرات في اليوم السابق على وجود تمرد داخل الشرطة، لكن على العكس من ذلك سجلت قوات الشرطة حضورا قويا وتعاملت بمهنية عالية مع المسيرات، ومالت أكثر لتجنب الاحتكاك بالمتظاهرين، بالرغم من أنها اضطرت لاستخدام الغاز المسيل للدموع في بعض الحالات.

وبحلول المساء عاد الهدوء إلى معظم شوارع الخرطوم ولم تسجل سوى القليل من الإصابات في أوساط المتظاهرين وقوات الشرطة التي قالت إن 28 من منسوبيها تعرضوا لإصابات وصفت واحدة منها بـ"الخطيرة".

وبرزت الاثنين بوادر تمرد خطير من بعض منسوبي قوات الشرطة السودانية الذين هددوا بالدخول في إضراب شامل وهتفوا ضد وزير الداخلية أثناء مخاطبته لهم في ساحة الحرية في وسط الخرطوم. لكن الناطق الرسمي باسم الشرطة، عمر عبد الماجد، وصف ما حدث أمام الوزير بأنها "مظاهر عدم انضباط شرطي من مجموعة محدودة ومحددة"، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية بالبلاد "جيدة".

وقبيل انطلاق المسيرات بساعات قليلة، أعلنت لجنة تفكيك نظام المخلوع عمر البشير، إجهاض محاولات تخريبية لعناصر إخوانية قبل وقوعها حيث شرعت في القبض على محركيها وفق ما توفر من معلومات عن أماكن تجمعاتهم في الساعات الأولى من الصباح.

وعمليات المداهمات التي شملت عددا من الأوكار والفنادق في أماكن مختلفة من الخرطوم،  بدأت عند الساعة الثانية صباحا وأسفرت عن اعتقال 79 من قيادات المؤتمر الوطني المحلول (الجناح السياسي لتنظيم الإخوان). وضبط بحوزة المجموعة أسلحة متنوعة ومبالغ مالية متسلسلة الأرقام.

وقبل أسابيع قليلة، اتهمت لجان المقاومة المشاركة في الاحتجاجات التي اندلعت في شوارع الخرطوم ومدن السودان الأخرى عقب قرار تحرير أسعار المحروقات، وأتهم الإخوان بدس عناصر مخربة في أوساط المحتجين لإثارة الفوضى والاعتداء على المواطنين وضرب سلمية الثورة، مستغلين حالة الغضب الشعبي حيال تحرير أسعار المحروقات ومجمل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.