قطر تحاول إختراق السودان عبر بقايا الإسلاميين
توظف قطر الفراغ الذي عانى منه السودان في فترة النظام السابق للإستثمار في مجالات لا تحظى بتركيز الحكومة الإنتقالية لكنها مؤثرة في الوجدان العام
الدوحة تسعى من خلال عدة مبادرات إلى إستعادة حضورها السياسي الذي تقلص كثيراً بعد سقوط حليفها المخلوع عمر البشير، وتصدع مشروع تمكين الإخوان.
وتعمل الدوحة على فتح مسارات جديدة لا تلفت إليها الأنظار لإستعادة حضورها السياسي في السودان، وتضاعفت المساعي القطرية المحمومة في الأسابيع الأخيرة لإستعادة نفوذ تقلص بعد سقوط البشير.
ومع تحرك السلطة الإنتقالية في السودان لتفكيك إرتباطات الرئيس المعزول عمر البشير بقطر وجماعات الإسلام السياسي، بدأت الدوحة تبحث عن منافذ أخرى بعيدة نسبياً عن الشبهة للعودة للساحة السودانية وإعادة تفعيل مشروع تمكين الإخوان، محاولة القفز على على بعض الحواجز والمطبات التي وضعتها لجنة إزالة التمكين أمامها وأمام فلول النظام السابق.
وتسعى الدوحة لإستثمار شبكة العلاقات التي نسجتها في عهد الرئيس المخلوع للحفاظ على حضورها السياسي الذي تقلص بشكل كبير مع كل خطوة تتخذها السلطة الإنتقالية في الخرطوم لإزالة تمكين الحركة الإسلامية.
وقد أعادت إهتمامها بالفعل إلى المشروعات الثقافية التي دشنتها في عهد المخلوع البشير، والتي ومازالت مستمرة حتى الآن، بما يساعدها على إسترداد جزء من البريق السياسي المفقود، فهذه الحيلة بدأت تحتل مكانة في تحركاتها المتباينة حيال السودان.
ووجدت قطر ضالتها في “الفشقة ومسيرة السلام في السودان” وبحسب المصادر تستغل قطر وجود قيادات محسوبة على تنظيم الإخوان في الفترة الإنتقالية، لتمهيد الطريق لإعادة تفعيل تلك المشروعات في الوقت الحالي.
وترى المصادر ذاتها أن الدوحة تسعى لتعويض بعض خسائرها التي مُنيت بها في أكثر من دولة خلال الفترة الماضية وعلى رأسها السودان وتريد إستثمار “الروابط الناعمة” مع السلطة الانتقالية التي لم تحسم تدخلها نهائياً في ملفات ثقافية ورياضية وخيرية عديدة.
ولا تمانع السلطة الإنتقالية في السودان من إبداء ترحيب في المجال الإستثماري بحجة رغبتها الملحة في الخروج من المأزق الإقتصادي الذي تواجهه الخرطوم.
الروابط الوثيقة بين الدوحة وتنظيم الإخوان وتغلغل أذرع الأخير “الدولة العميقة” في مناحي مختلفة يدعم إستمرار حضورها من خلال الكثير من القنوات ولعبت قيادات في التنظيم على وتر الدور الذي تقوم به قطر في دعم البلاد بأشكال متفرقة وهو ما ساعد الدوحة على أن تكون سخية في عطائها الإقتصادي والتركيز على توصيله مباشرة لفئة كبيرة من الشباب، أملاً في إستقطابهم وتحويلهم إلى مبشرين بها.
وقد ركزت الدوحة على إستقطاب الشباب في السودان بأن أطلقت العديد من المبادرات لصالح هذه الفئة ومنها تعهدات بتقديم وتسهيل وتمويل مليوني شاب سوداني من خلال مؤسسات بنكية وخيرية.
وتوظف قطر الفراغ الذي عانى منه السودان في فترة النظام السابق للإستثمار في مجالات لا تحظى بتركيز الحكومات لكنها مؤثرة في الوجدان العام وتسعى جاهدة للفوز بعدد من المشروعات التي لها علاقة بأدوات القوة الناعمة في السودان، محاولة الإستفادة من إنفتاح الحكومة الإنتقالية على الخارج من دون قيود أو محاذير وتعمل على تمديد حضورها في الملفات التي لم تكن مفعّلة من قبل.
وتبحث الدوحة من خلال تلك المشروعات عن علاقات خلفية مع السلطة الإنتقالية أو من سيعقبها بعد الإنتخابات ضمن تحرك يهدف إلى لإستعادة حضورها السياسي في السودان ولإستعادة مشروع تمكين الإخوان في السودان.
ليست هناك تعليقات