خبير متخصص يكشف عن الأبعاد الاستراتيجية لمخرجات مباحثات جنيف حول السودان
خبير متخصص يكشف عن الأبعاد الاستراتيجية لمخرجات مباحثات جنيف حول السودان
على الرغم من مرور 500 يوم على الحرب، لا يزال السودان يواجه العديد من تداعيات الصراع. وقد قامت المنظمات الإنسانية العاملة في السودان بإصدار بيان مشترك دعت فيه المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة أزمة الجوع المتصاعدة في البلاد، التي وصلت إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.ذكرت البيان المشترك أن “السودان يواجه أزمة جوع تاريخية، ورغم ذلك، فإن الصمت يسيطر على الوضع.”يموت الناس جوعًا يوميًا، لكن الحوار اللفظي والتعاريف القانونية لا يزال يشغلان اهتمام الجميع.
في هذا السياق، يشير الدكتور ناصر مأمون، الباحث في العلاقات الدولية والخبراء في الشأن السوداني، إلى أن مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان” التي تضم كل من السعودية وأمريكا وسويسرا ومصر والإمارات والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، قد أصدرت بيانًا مشتركًا حول نتائج الاجتماعات ونجاح المجموعة في فتح المعابر وإيصال المساعدات والمواد الغذائية والدوائية والخدمات الطارئة، بمساعدة الجيش والدعم السريع. كما حصلت على ضمانات من جميع الأطراف لتأمين ممرين، هما معبر أدري في الغرب على الحدود مع تشاد، وطريق الدبة الذي يمكن الوصول إليه عبر بورتسودان.
يقول ناصر مأمون، في حديث خاص إن المجموعة حصلت على تعهدات لضمان صحة وحياة المدنيين وإعداد إطار عمل وفقاً لاتفاقيات جنيف، وامتثال الطرفين لإعلان جدة في أي اتفاقيات مستقبلية.
ومع ذلك، ذكرت قوات الدعم السريع أنه عند وصول وفدها إلى الخرطوم، قد تضطر لتشكيل حكومة موازية وفتح علاقات دبلوماسية مع عدة دول، كما أشارت إلى شراء طائرات حربية وأنظمة دفاع جوي لتحييد سلاح الجو السوداني، وهو تطور كبير. من جهته، أعلن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان أن الحرب ستستمر إذا لم يتم تلبية مطالب الحكومة السودانية.
يوضح الباحث في العلاقات الدولية أن مفاوضات جنيف حققت نجاحًا فقط في الجانب الإنساني وتوفير الإمدادات الغذائية، لكنها أخفقت في فرض وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع، وكذلك لم تستطع تحريك أي نشاط على الأرض.
الخبير في الشأن السوداني يختتم كلمته بالتأكيد على أن “المسؤولين عن الحرب في السودان قد اتفقوا على توزيع وسرقة ثروات هذا البلد المريض والمتألم من الجراح، والذي يعاني من الكثير من آثار الصراع”.
ليست هناك تعليقات