بيان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" حول مباحثات سويسرا.
بيان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" حول مباحثات سويسرا.
مرت أربعة أيام على انطلاق مباحثات سويسرا التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية ولا زالت القوات المسلحة ترفض الحضور للتفاوض حول سبل وقف الحرب في السودان، ففي الوقت الذي وصلت فيه وفود الوساطة والمراقبين ووفد الدعم السريع، وهو أمر ايجابي لأنه رفع الآمال حول امكانية حدوث اختراق حقيقي في هذه الجولة، إلا أن هذه الفرصة في طريقها للضياع، بسبب تمسك القوات المسلحة بموقف عدم المشاركة في المباحثات وهو موقف يتسبب بشكل مباشر في إطالة أمد معاناة اهل السودان ويضاعفها بلا شك.
موقف القوات المسلحة الرافض للجلوس لتفاوض يفضي لوقف شامل للعدائيات وحماية المدنيين وتوصيل المساعدات مع إقرار آليات مراقبة ملزمة وفعالة، سيؤدي لاستمرار دائرة العنف في البلاد واتساعها، وسيزيد من أعداد اللاجئين والنازحين ويطيل من أمد معاناتهم في المناطق التي لجأوا اليها، وسيدخل نصف سكان السودان في دائرة المجاعة التي حذرت منها المنظمات الانسانية المحلية والدولية. يمثل السودان الآن الكارثة الانسانية الأكبر عالمياً وفقاً لاعداد اللاجئين والنازحين ومؤشرات المجاعة المعتمدة دولياً
وبإضاعة فرصة ايقاف الحرب الآن ستدخل هذه الكارثة فصلاً جديداً مأساوياً يدفع ثمنه الشعب السوداني الدي تطحنه هذه الحرب وتدمر حياته. اتخذت القوات المسلحة موقفاً صم الآذان عن الاستجابة لأصوات معاناة ملايين السودانيين/ات ممن دمرت هذه الحرب حياتهم، واستمعت عوضاً عن ذلك لمواقف دعاة الحرب من فلول النظام السابق ممن يريدون اعادة عجلة الساعة لما قبل ثورة ديسمبر المجيدة واستمرار التمكين ونهب موارد البلاد عبر منظومة الفساد المؤسسي، وبعض الحركات المسلحة التي تتكسب من هذه الحرب غير مبالية بآثارها المدمرة على البلاد وأهلها.
اننا في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، ندعو جميع السودانيين/ات المناهضين للحرب بتوحيد أصواتهم والوقوف بشكل صارم ضد كل من يطيل أمد الحرب ويعيق الوصول لسلام فوري في البلاد. اننا إذ نشيد بالمبادرات الدولية والاقليمية الساعية لاحلال السلام في السودان، فإننا ندعوهم لمواصلة هذه الجهود وتوحيد طاقاتهم لإزالة العوائق التي تحول دون اسكات أصوات البنادق في السودان.
ليست هناك تعليقات