زيارة الشيخ محمد بن زايد لفرنسا.. تتويج لعقود من "العلاقات العميقة"

 

  زيارة الشيخ محمد بن زايد لفرنسا.. تتويج لعقود من "العلاقات العميقة"  


سمو الشيخ محمد بن زايد  مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

 بدأ رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة رسمية إلى فرنسا، الاثنين، تهدف إلى تعزيز العلاقات المتميزة والتعاون المشترك في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والطاقة بكل أنواعها تمثل أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين، والإمارات حريصة على دعم أمن الطاقة في العالم عامة، وفي فرنسا الصديقة خاصة، وفي غيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك، حيث ترتبط فرنسا ودولة الإمارات علاقات وثيقة، ضاربة في جذور التاريخ، يعززها التواصل الدائم بين قيادات البلدين،وإهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في تطوير علاقات الإمارات مع كل دول العالم.


 ويبحث سمو الشيخ محمد بن زايد خلال الزيارة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علاقات الصداقة وآفاق التعاون و العمل المشترك في مختلف الجوانب خاصة في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم و الثقافة والفضاء في ضوء الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا، ويناقش الجانبان مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

زيارة الشيخ محمد بن زايد لفرنسا.. تتويج لعقود من العلاقات العميقة

  شراكة اقتصادية

 وعلى الصعيد الاقتصادي سجلت الصادرات الفرنسية إلى دولة الإمارات 3.1 مليار يورو في عام 2020 فيما بلغت الواردات الفرنسية من الإمارات 750 مليون يورو في العام نفسه، وتعد الإمارات ثالث أكبر دولة على صعيد التبادل التجاري مع فرنسا بقيمة "2.4 مليار يورو" بعد المملكة المتحدة وسنغافورة. وتستضيف الإمارات معظم الشركات الفرنسية في الشرق الأوسط وعددها "600 شركة توظف 30 ألف شخص" يزداد عددها سنويا بواقع 10 في المائة.


و تعد فرنسا أحد المستثمرين الأجانب الرئيسيين في الإمارات العربية المتحدة، حيث بلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الإمارات 2.5 مليار يورو في نهاية عام 2020 في حين تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الـ35 في قائمة المستثمرين الأجانب في فرنسا.وتستضيف الإمارات أكبر جالية فرنسية في منطقة الخليج تقدر بـ 25000 مواطن فرنسي.


 أمن الطاقة والتغير المناخي

وفي مجال الطاقة اتفقت فرنسا و الإمارات مؤخرا على تنظيم أيام الطاقة الإماراتية - الفرنسية يومي 7 و 8 نوفمبر 2022 و أكدتا التزامهما بإسهامات الطاقة النووية كوسيلة لإزالة الكربون من خلال التعاون في مجالات التدريب والبحث والتطوير بين البلدين، وتقدم أبوظبي كل الدعم اللازم لأمن الطاقة في فرنسا والعالم.


 وتعتبر الإمارات الدولة الأولى في المنطقة التي تستخدم تقنية لالتقاط الكربون على نطاق صناعي و أول دولة عربية تستخدم الطاقة النووية بدون انبعاثات، وإن الهدف من هذه الشراكة هو تحديد المشاريع الاستثمارية المشتركة في فرنسا أو الإمارات أو أي دولة آخرى في العالم، في مجالات الهيدروجين أو الطاقات المتجددة أو حتى الطاقة النووية، ويظهر التعاون الاستراتيجي لدعم اقتصاد الهيدروجين الأخضر في دولة الإمارات ممثلا في مشروع بقيمة 5 مليارات درهم (حوالي 1.36 مليار يورو) الجهود المبذولة من البلدين في هذا الشأن.


  وكشفت الاتحاد للطيران في 31 مارس 2022 عن طائرتها الجديدة من طراز إيرباص A350-1000 في رحلة تجارية افتتاحية خاصة من أبوظبي إلى باريس. وتعبر الطائرة التي تحمل اسم /Sustainability50/ عن الالتزام بانبعاثات الكربون الصافية الصفرية بحلول عام 2050.. وستنضم إلى "حملة طيران الاتحاد للاستدامة" الرائدة في الصناعة كجزء من برنامج يهدف إلى إزالة الكربون من الطيران.


  التكنولوجيا

 ويشهد قطاع التكنولوجيا تعاونا بين الجانبين حيث تتطلع الشركات الناشئة والمتواجدة في Hub71 و بعض الشركات الفرنسية الناشئة إلى الانتقال لدولة الإمارات مستفيدة من شراكة جديدة بين بنك الاستثمار الفرنسي و Bpifrance و Hub71. ويوجد في الدولة حاليا حوالي عشرين حاضنة تقع في المناطق الحرة التي تمثل مجموعة شركات وفي عام 2017 أطلق مركز دبي المالي العالمي (DIFC) حاضنة HIVEN المخصصة للتكنولوجيا المالية.


 ويزدهر مجتمع الشركات الفرنسية الناشئة في الإمارات العربية المتحدة مع أكثر من ثلاثين كيانا محددا متحدا حول "French Tech Hub Dubai UAE" و الذي تم تسميته في أكتوبر 2016. كما تشارك العديد من الشركات الفرنسية التي تم تأسيسها في الإمارات العربية المتحدة في التحول الرقمي وترتبط بمبادرات "French Tech Hub Dubai UAE" ، لا سيما في مجال التقنيات النظيفة.


 الثقافة

 ويشهد المجال الثقافي تعاونا بين الإمارات وفرنسا حيث تستضيف الإمارات متحف اللوفر أبوظبي و هو متحف عالمي يربط بين الشرق والغرب وهو فريد من نوعه في العالم العربي و سرعان ما اكتسب سمعة كبيرة كملتقى للتبادل الثقافي والمشاركة المجتمعية و الحوار بين الثقافات. و استضاف متحف اللوفر أبوظبي في أكتوبر 2021 بالتعاون مع متحف جيميه معرض "التنين والعنقاء" والذي سلط الضوء على الحوار الثقافي بين الصين والعالم الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الثامن عشر.

زيارة الشيخ محمد بن زايد لفرنسا.. تتويج لعقود من "العلاقات العميقة" زيارة الشيخ محمد بن زايد لفرنسا.. تتويج لعقود من "العلاقات العميقة" بواسطة KBenj on يوليو 19, 2022 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف