مُعضلة براءات تَحرير التَعديل الجيني "الجينوم" تُثير القلق بشأن مُستقبل الغذاء في العالم


يُمثل ازدياد عدد السكان تهديداً كبيراً للأمن الغذائي للبشرية. وتتطلب مواجهة مثل هذه التهديدات من الحكومات إيجاد طرق لإنتاج المزيد من المحاصيل على كوكب يعترضه عدد متزايد من التحديات من جرّاء الاحترار العالمي

مُعضلة براءات تَحرير التَعديل الجيني "الجينوم" تُثير القلق بشأن مُستقبل الغذاء في العالم

كوسيلة للمضي قدُماً وزيادة الإنتاج العالمي من الغذاء لإطعام سكان المعمورة الذين يُتوقع وصول عددهم إلى تسعة مليارات نسمة في عام 2050، تم طَرْح تقنياتِ تحرير الجينوم، مثل "كرسبر-كاس9" (CRISPR-Cas9) التي تُعتَبَر أحد أهم التطورات العلمية في القرن الحالي حتى الآن. لكن وجهات النَظَر بشأن هذه التقنية تتباين بشدة. فما هو الجانب العِلمي والأسباب الأخرى الكامنة وراء هذا النقاش؟


 ما هو تحرير الجينوم وكيف يتم تطبيقه في قطاع الزراعة؟

يتضمن تحرير الجينوم (المعروف بالتعديل الجيني أيضاً) تغيير الحَمض النووي للكائنات الحية مثل النباتات، والحيوانات والبَشر. وقد دأب مُرَبّو النباتات منذ أمَدَ بعيد على تغيير الجينات لتطوير أصناف نباتية جديدة ومُحسّنة، لكن التطورات التكنولوجية الأخيرة جعلت إمكانية تَحرير جينوم الكائن الحي أكثر سُرعة ودِقّة، وأقل تكلفة.

مُعضلة براءات تَحرير التَعديل الجيني "الجينوم" تُثير القلق بشأن مُستقبل الغذاء في العالم

هناك جدلٌ حول كيفية تَصنيف وتَسمية تَحرير الجينوم باستخدام أدوات مثل "كرسبر-كاس9". على سبيل المثال، يستخدم الاتحاد الأوروبي مُصطلح "تقنيات جينومية جديدةرابط خارجي" للإشارة إلى التقنيات القادرة على تغيير المادة الوراثية للكائن الحي، والتي ظهرت أو تم تطويرها بصورة رئيسية ابتداء من عام 2001.


ما هو الفَرق بين البذور المُحَرَّرة جينومياً والبذور المُعَدَّلة وراثيًا؟

تنطوي عملية الاستيلاد التقليدية على تَحديد واختيار و"تَهجين" النباتات على مَدى أجيال مُتَعَدِّدة، بغية تَحسين خصائص مَحصول مُعيّن. وقد تطورت هذه المُمارسة على مَر السنين وأصبحت أكثر كفاءة من خلال استخدام البيانات وتسلسل الجينوم الكامل. [هو عملية تحديد مُجمل أو تقريباً كامل تسلسل الحمض النووي لجينوم الكائن الحي في وقت واحد].


يُمكن استخدام تقنية تَحرير الجينوم "كرسبر-كاس9" لإدخال حمض نووي من نفس النوع - مثل بطاطا بَرّية وبطاطا مزروعة. ويُمكن استخدامها أيضاً لإدخال الحمض النووي لكائن حي، كحشرةٍ مثلاً، في جينوم نوعٍ مُختلف مثل النبات. ويُعرف ناتج هذه العملية بشكل عام بـ الكائنات المعدلة وراثياً (تُشار إليها اختصارا بالانجليزية: GMO).


يُعرِّف قانون الاتحاد الأوروبيرابط خارجي الكائنات المُعَدَّلة وراثياً بأنها "كائنات حَيّة تم تغيير مادتها الوراثية بطريقة لا تَحدث بشكل طبيعي عن طريق التزاوج أو إعادة التركيب الطبيعي". مع ذلك، كانت الأساليب التي استُخدِمَت لتطوير الكائنات المُعدلة وراثياً في التسعينيات مُختلفة وأقل دقة من أدوات تحرير الجينوم الحديثة مثل "كرسبر-كاس9".


هل تُوجد هناك اليوم أي أطعمة مُحررة جينومياً في السوق؟

لا يوجد سوى عدد قليل من المنتجات المحررة جينياً في السوق حتى الآن. وتشمل هذه الأطعمة نوعا من  فول الصويا ذي محتوى أكثر صحة من الأحماض الدهنية، وهو أول مُنتج تجاري ظهر في الولايات المتحدة (تم تطويره باستخدام تقنية التحرير الجيني "تالن")، كما طورت اليابان أول طماطم مُحَرَّرة جينومياً عن طريق تقنية "كريسبر-كاس9"، تحتوي على مستويات عالية من حمض غاما-أمينوبيوتيريك (الذي يُختصر بـ "غابا" (‏GABA‏))، وهو حمض أميني ‏يُعتقد أنه يساعد على الاسترخاء وخفض ضغط الدم. وقد طُرح هذا الصنف من الطماطم  للأسواق في سبتمبر 2021.


يعمل الباحثون على تطوير خصائص العديد من أنواع الخضار والفاكهة الأخرى [باستخدام تقنية التحرير الجيني]، بما في ذلك نوع من فطر عيش الغراب الأبيض الذي لا يتحول إلى اللون البني، وطماطم خالية من البذور، وكانولا مُقاومة لمُبيدات الأعشاب، وبطاطا ذات محتوى أعلى من النشاء، ونوع من الكاكاو المُقاوم للأمراض الفطرية والفيروسية، وفراولة أكثر حلاوة ذات فترة صلاحية أطول.

مُعضلة براءات تَحرير التَعديل الجيني "الجينوم" تُثير القلق بشأن مُستقبل الغذاء في العالم مُعضلة براءات تَحرير التَعديل الجيني "الجينوم" تُثير القلق بشأن مُستقبل الغذاء في العالم بواسطة KBenj on فبراير 02, 2022 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف