قطر تقدم 500 مليون دولار لحماس لخدمة إسرائيل!!

 بعد الأحداث الأخيرة وتفاقم الأوضاع، إثر التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة ومناطق أخرى من فلسطين، والدمار الهائل الذي خلفته الحرب، والخسائر البشرية الكبيرة في الجانب الفلسطيني، وتعالي صيحات المطالبة بالمساعدات المالية الدولية لإعادة تأهيل ما تم تخريبه، أعلنت عدة دول عن تقديم منحات مالية للمساهمة في ذلك، وتسليمها للفلسطينيين عن طريق السلطة الفلسطينية، إلا أن قطر قررت تقديم نصف مليار دولار لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجناحها العسكري؛ كتائب القسام، بحسب ما أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر.

كتائب القسام تشكر أمير قطر :

الخطوة القطرية قوبلت بترحيب كبير من حماس، حيث ثمن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، المقيم في قطر منذ حولي سنة هو وقياديون آخرون، المنحة القطرية، وعبر في تصريح صحفي عن عميق شكره وتقديره لموقف أمير قطر ودعمه لها، كما نشرت كتائب القسام على موقعها الرسمي كلمة شكر، على لسان ناطقها الرسمي أبو عبيدة، قائلة: كتائب القسام تشكر أمير قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني على منحته المالية التي ستعزز جهاد الغزاويين العسكري النضالي اللامحدود ضد العدو الصهيوني.

الدعم القطري لحماس :

وطغت الحسابات الداخلية لحماس على كل الأهداف الأخرى بعد أن تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في غزة، وتراجع اهتمام المجتمع الدولي، لأن الحركة لم تستهدف تحسين أوضاع المواطنين، بقدر رغبتها في استمرار الهيمنة عليه، فعمدت من جديد للمتاجرة بالقضية الفلسطينية للحصول على مزايا سياسية تمكنها من الهيمنة على القطاع، وضمان تدفق الأموال إلى عناصرها وقياداتها، بما يجعلها قادرة على دفع رواتب الآلاف من العناصر المسلحة المنضوية تحت ألوية كتائب عزالدين القسام، والذين يشكلون وقودا خاملا يجري التلويح به كلما احتاجت إلى الأموال، وهو أمر دفع قطر للدخول على خط الأزمة لإنقاذ حماس والحفاظ على مكتسباتها، ومحاولة إيجاد دور للدوحة من خلال ضخ دولاراتها بانتظام، حيث تعهدت بدعم حماس وجناحها العسكري كتائب القسام بكافة أنواع الدعم.

وفي هذا السياق، يجمع المراقبون السياسيون على أنه كلما تراجع مؤيدو حركة حماس عن دعمهم للمقاومة، عادت قياداتها لترديد خطاب قديم، يتضمن التهديد والوعيد بالتخلص من الاحتلال الإسرائيلي، ويتجاهل هؤلاء أنه في كل مرة يخصم جزء جديد من رصيد حماس الشعبي في فلسطين وخارجها، لأنها رهنت المقاومة بتصورات قطرية، يهمها توثيق العلاقات مع إسرائيل ووضع أقدامها في القطاع، وغض الطرف عن الحصار والمصالحة الوطنية، وكل القيم المركزية التي تجعل القضية حية في وجدان الشعوب العربية.

العلاقة القطرية الإسرائيلية:

قطر التي لطالما لعبت دورا بالغ الخطورة في قطاع غزة، من خلال الدعم المالي لحركة حماس عن طريق إسرائيل، حيث قال الباحث والمحلل السياسي الإسرائيلي، إيدي كوهين، لموقع الحرة، في تصريحات سابقة، إن هناك مصالح مشتركة بين الأطراف الثلاثة، وأن إعادة إعمار غزة ووجود المال القطري من مصلحة إسرائيل، مؤكدا أن المسؤولين في بلاده على تواصل شبة يومي مع نظرائهم في الدوحة بحجة الوساطة مع حركة حماس.

وأضاف كوهين أن سياسة قطر تأتي من وراء الكواليس، بحيث لديها علاقات مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته تدعم حركة حماس في قطاع غزة، وقال: اللعب على الحبلين كان دائما شعار قطر.

ولم تتوقف الاتصالات السرية للنظام القطري مع إسرائيل على مدى أكثر من عقدين، ولكنها تكثف في السنوات الماضية تحت ستار تقديم المساعدات لحركة حماس في غزة، فالسفير في وزارة الخارجية القطرية محمد العمادي زار إسرائيل مرات لا تحصى في السنوات الماضية.

ويقول محللون سياسيون إن هذا الحراك القطري يأتي بتعليمات إسرائيلية وأمريكية بهدف إبقاء الانقسام الفلسطيني، حيث كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، في وقت سابق، النقاب عن زيارات قام بها رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) يوسي كوهين إلى الدوحة لتوجيه النظام القطري بدفع أموال لحماس، بهدف شراء الهدوء في غزة إما لتسهيل مهمة فوز بنيامين نتنياهو بالانتخابات الإسرائيلية أو لإخماد الانتقادات الشعبية الإسرائيلية ضد الحكومة.

وهنا يأتي السؤال لماذا أصبحت القضية الفلسطينية مسرحاً للغرباء يعبثون بدماء أهلها؟ ولماذا أصبحت وسيلة لتحقيق المكاسب السياسية والشعبوية للأطراف المتفاعلة؟