30 يونيو… محطة مفصلية أعادت تشكيل مسار الثورة السودانية في الذكرى السادسة

 

30 يونيو


30 يونيو… محطة مفصلية أعادت تشكيل مسار الثورة السودانية في الذكرى السادسة

في الذكرى السادسة لـ”موكب 30 يونيو”، أصدرت 19 كيانًا سياسيًا ومدنيًا بيانًا مشتركًا أعاد التأكيد على أن إرادة التغيير لا تزال نابضة في الشارع السوداني، وأن مسار الثورة السودانية الذي انطلق في ديسمبر 2018 هو مشروع مستمر لبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة، وليس مجرد لحظة عابرة.


لم يكن “30 يونيو” حدثًا معزولًا، فقد توالت مليونيات ومواكب أخرى في الأعوام التالية:30 يونيو 2020 و2022: تجددت الدعوات لتصحيح المسار، ومحاسبة المتورطين، ورفض الانقلابات، وسط مطالبات بإصلاح شامل داخل المؤسسات الانتقالية.


ومن بين الموقعين على البيان حزب الأمة القومي، والتجمع الاتحادي، والمؤتمر السوداني، وحزب البعث، إلى جانب عدد من المبادرات المدنية وقوى المجتمع المدني، شددت جميعها على ضرورة استعادة المشروع الثوري، ورفض الحرب، ومواجهة الشمولية بكافة صورها.وجاء في البيان أن وقف الحرب والمساءلة عن الجرائم المرتكبة بحق المواطنين يجب أن يكونا ضمن أولويات المرحلة القادمة، داعيًا إلى إطلاق عملية وطنية شاملة لجبر الضرر وبناء عقد اجتماعي جديد قائم على المواطنة المتساوية.



كما نوّهت القوى الموقعة إلى خطورة خطاب الكراهية والعنصرية، مؤكدة أن التغيير الحقيقي لا يتم إلا عبر استعادة الصوت الشعبي وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الوطنية.ويُعتبر “موكب 30 يونيو” الذي خرج عام 2019 محطة مفصلية في مسار الثورة السودانية، إذ جاء بعد أقل من شهر من الفض الدموي لاعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019، والذي خلّف عشرات الضحايا والمفقودين، وتسبب في غضب شعبي واسع النطاق.

في ذلك اليوم، خرج مئات الآلاف في مختلف المدن السودانية مطالبين بـ:

القصاص لضحايا الاعتصام

محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات

تسليم السلطة للمدنيين بشكل كامل

إصلاح الأجهزة الأمنية لضمان عدم تكرار المأساة

وشكّلت هذه المطالب قاعدة الضغط التي أجبرت المجلس العسكري الانتقالي على العودة إلى طاولة التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، بعد توقف دام أسابيع.

وفي أغسطس 2019، أفضى الحراك الشعبي والضغط الدولي إلى توقيع الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية، التي أدت إلى تشكيل مجلس سيادة انتقالي مشترك بين المدنيين والعسكريين، وتأسيس حكومة انتقالية برئاسة د. عبد الله حمدوك، في محاولة لتأمين مخرج سياسي من الأزمة المعقدة آنذاك.

ورغم التحديات التي واجهت تلك المرحلة، يظل “30 يونيو” حدثًا رمزيًا يعكس قدرة الشارع السوداني على التأثير المباشر في موازين القوى السياسية، وعلى إعادة توجيه البوصلة الوطنية باتجاه المسار الديمقراطي.



ويرى مراقبون أن استذكار هذه اللحظة المفصلية كل عام يعكس استمرارية الوعي الثوري في السودان، ومتانة المطالب الشعبية في مواجهة محاولات الالتفاف على مشروع التحول الديمقراطي.ويؤكد ناشطون أن السودانيين، رغم الحرب والانقسامات، يواصلون التمسك بالمبادئ المؤسسة للثورة: العدالة، والمحاسبة، والحرية، وبناء دولة المواطنة.

30 يونيو… محطة مفصلية أعادت تشكيل مسار الثورة السودانية في الذكرى السادسة 30 يونيو… محطة مفصلية أعادت تشكيل مسار الثورة السودانية في الذكرى السادسة بواسطة MA.A on يوليو 01, 2025 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف