طرفي النزاع «الأخوة الأعداء» وافقا على تفاوض وشيك بين مندوبي الاقتتال
طرفي النزاع «الأخوة الأعداء» وافقا على تفاوض وشيك بين مندوبي الاقتتال
وافق الطرفان اللذان يخوضان حرب «الأخوة الأعداء» في السودان، على إرسال مندوبين عنهما للتفاوض، فيما تستمر الهدن الهشة التي لم ترفع عن السودانيين رعب القصف وويلات الحرب.
وقال مسؤول رفيع بالأمم المتحدة في السودان: إن الجنرالين المتحاربين وافقا على إرسال ممثلين للتفاوض، ربما في المملكة العربية السعودية، بالرغم من وقوع اشتباكات بين الجانبين في العاصمة في ظل تمديد سادس لهدنة هشة ثلاثة أيام. وأفاد فولكر بيرتس لوكالة أسوشيتدبرس بأن المحادثات ستركز في البداية على التوصل لوقف إطلاق نار «مستقر وموثوق به» تحت إشراف مراقبين «وطنيين ودوليين».
وفي حديثه من بورتسودان، قال بيرتس إن أحد الاحتمالات إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار تضم مراقبين سودانيين وأجانب، و«لكن يجب التفاوض على ذلك». وأضاف إن المحادثات في شأن ترسيخ وقف إطلاق النار يمكن أن تتم في السعودية أو جنوب السودان، مضيفاً إن الأولى قد تكون أسهل من الناحية اللوجستية لأنها تربطها علاقات وثيقة بالجانبين.
وحذر بيرتس من أن الخدمات اللوجستية اللازمة لإجراء المحادثات ما زالت قيد الإعداد. وأعلن الجيش السوداني عن استعداده للمشاركة في المفاوضات، بينما لم يصدر تصريح من قوات الدعم السريع في شأن موقفها من المفاوضات.
هدن تتجدد
وأعلن الجانبان في وقت متأخر من الأحد أنهما سيلتزمان تمديد 72 ساعة لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي إلا أن سكاناً قالوا إن دوي انفجارات وإطلاق نار تردد في أجزاء من الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة.
وأفاد سكان في الخرطوم بأنهم استيقظوا أمس، على هدير «الطائرات المقاتلة»، في حين تحدث آخرون عن سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مناطق مختلفة من العاصمة. وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، موافقتهما على تمديد وقف لإطلاق النار كان من المقرر أن ينتهي منتصف ليل الأحد على الإثنين إلا أن الهدنة الأخيرة بقيت هشّة كغيرها من محاولات التهدئة التي تمّ التوافق عليها منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل.
وخفضت سلسلة من الهدن المؤقتة في الأسبوع الماضي، من القتال في بعض المناطق، بينما تسببت المعارك الشرسة المستمرة في مناطق أخرى في إجبار المدنيين على ترك منازلهم ودفع البلاد إلى أزمة إنسانية.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية أن نحو 530 شخصاً ومن بينهم مدنيون ومقاتلون قتلوا وأصيب 4500 آخرون، منذ ذلك الحين. وفر عشرات الآلاف من السودانيين من القتال، وخاصة في الخرطوم وأم درمان، حيث توجه كثيرون إلى الحدود الشمالية مع مصر أو إلى بورتسودان كما قامت الحكومات الأجنبية بإجلاء مواطنيها من السودان.
كفاح للمغادرة
ويكافح عشرات الآلاف من الرعايا الأجانب لمغادرة السودان، في ظل استمرار القتال العنيف أكثر من أسبوعين على الرغم من سلسلة الهدن الهشة. وفي بورتسودان، وهو ملجأ نسبي، توجه إليه الكثيرون السبت على أمل مغادرة البلاد عن طريق البحر، حيث تجمع الآلاف في محاولة لتوفير مكان على متن سفينة المغادرة. والعديد كانوا من السوريين الذين قدموا إلى السودان هرباً من الصراع في بلدهم الأصلي ولبناء حياة جديدة.
وعلى الرغم من الضغوط الدولية، لم يلتزم الطرفان سوى سلسلة من وقف إطلاق النار المؤقت الهش الذي أخفق في وقف الاشتباكات بالكلية، ولكنه أعطى قدراً كافياً من الهدوء الذي مكن عشرات الآلاف من السودانيين من الهرب لمناطق أكثر أماناً والدول الأجنبية من إجلاء الآلاف من مواطنيها براً وبحراً وجواً.
ليست هناك تعليقات