هل تنجح "دول الترويكا" و"الإيقاد"في إنهاء الصراع المسلح في دولة جنوب السودان وإنقاذ إتفاق السلام؟
لحظات عصيبة يعيشها اتفاق السلام في دولة جنوب السودان، بعد أيام من الصراع المسلح بين جناحي الحركة الشعبية "شمال"، حيث تعمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) في شرق أفريقيا، ودول الترويكا على التوفيق بين كل الأطراف من أجل وقف إطلاق النار، والعودة لتنفيذ اللمسات الأخيرة المتعلقة باتفاق السلام .. هل تنجح تلك المساعي في إنقاذ البلاد؟
وكان التوتر قد عاد من جديد إلى جنوب السودان، لكن هذه المرة بين أبناء ورفقاء السلاح في الحركة الشعبية جناح الدكتور رياك مشار، حيث أصدر القادة العسكريون قرارا بفصل مشار والذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية من رئاسة الحركة والحزب، الأمر الذي أدى إلى اندلاع معارك طاحنة بين فصائل متناحرة داخل الجناح العسكري للحركة الشعبية.
واندلعت الاشتباكات بعدما أعلن خصوم رياك مشار هذا الأسبوع أنهم عزلوه من رئاسة الحزب وجناحه العسكري أيضا، ليشكل ذلك ضغطا إضافيا على اتفاق السلام والذي أبرم في 2018 لتقاسم السلطة بين مشار وخصمه القديم الرئيس سلفا كير.
و"نظرا لتلك الخلافات، ظلت اللمسات الأخيرة والأساسية في اتفاق السلام غير مفعله من جانب الأطراف المتناحرة، وهى المرتبطة بتنفيذ بنود اتفاقية السلام، وهذا البطء، أكد عدم قدرة الحكومة الانتقالية على طي صفحة الخلاف بين أبناء جنوب السودان، في ظل القطيعة السياسية التي امتدت إلى عامين، بالرغم من المحاولات والترضيات والتسويات، علما بأن هنالك العديد من الجولات التفاوضية التي كانت في السابق نجح بعضها".
تعليقا على تلك الأحداث يقول مايكل ريال كرستوفر، رئيس تحرير صحيفة الوطن، كان للهيئة الحكومية الأفريقية للتنمية "إيقاد" التي تضم ثماني دول إفريقية، الدور الرئيس في مفاوضات السلام بين الجانبين، وسبق أن وقع الطرفان اتفاقات سلام مماثلة بيد أنها لم تصمد طويلا".
وأضاف:"وبالتأكيد دور الإيقاد محوري ومؤثر، ولا أعتقد أن الانشقاق والاشتباك الذي حدث بين جناحي المعارضة المسلحة سيكتب نهاية اتفاق السلام، حيث أن كلا الطرفين يدرك الأدوار التي تلعبها الإيقاد سواء على الجغرافية الإقليمية أو على البعد الدولي".
وأشار كرستوفر إلى أن، الإيقاد ستعمل على جمع الفرقاء المتناحرين للتحاور لإنهاء الأزمة بأدوات السياسة، ولكي يتحقق ذلك أرى أن تسعى الإيقاد بفاعلية أكبر لتوفير تمويل سخي وسريع من الدول الضامنة، والمنظومة الدولية للايفاء بمستلزمات تحقيق كل مصفوفة الترتيبات الأمنية، لتوحيد الجيش.
ولفت إلى أن، خلاصة الرأي أن الإيقاد إذا تحركت بفاعلية، فإنها تستطيع معالجة جراحات الانشطار في المعارضة سواء بالجزرة أو بالعصا.
من جانبه قال الوزير السابق في حكومة جنوب السودان، دونقا قاي دونقا، إن هناك اجتماعات مكثفة في جوبا عاصمة جنوب السودان تجمع كل أطراف عملية السلام، وتقود الإيقاد ودول الترويكا وتشرف على تلك اللقاءات، من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين الأجنحة المتصارعة في الحركة الشعبية "شمال" بقيادة الدكتور رياك مشار.
ويأتي هذا الانقسام السياسي فيما تواجه البلاد عدم استقرار، وكارثة اقتصادية، ومستويات عالية للغاية من انعدام الأمن الغذائي هي الأسوأ منذ الاستقلال، مع مواجهة عشرات آلاف الأشخاص ظروفا ترقى إلى المجاعة في هذا البلد الفتي.
ليست هناك تعليقات